الثلاثية الموازية (ثلاثية التقنية، الانظمة القياسية وسياسات الطاقة)
تكلمنا في مقال سابق عن ثلاثية الطاقة ومتطلبات الحداثة
وقد كانت الرسالة الرئيسية للمقال "ان تحقق ثلاثية الطاقة الكهربائية وضمان تحديثها في أي منظومة كهربائية يتطلب معرفة معمقة بالتقنيات المستخدمة لعمل اجزاؤها وخبرة واسعة واحترام لطبيعة المتطلبات الفنية لبناء هذه المنظومة."
ولغرض تاكيد وتفكيك عوامل نجاح الاهداف في ثلاثية الطاقة التي ذكرناها لابد من تفصيل الثلاثية الموازية وهي ثلاثية التقنية، الانظمة القياسية وسياسات الطاقة وهي التي تشكل ارجل كرسي John Mcdonald .
أن أحدى أهم الاولويات هو أختيارالتقنيةالمناسبةللمنظومة الكهربائية حيث يجب ان يتم أختيار التقنيات ضمن نظرة شمولية تنسجم مع ستراتيجية وطنية ووفق نظرة وطنية تكتبها ايادي وطنية، النظرة الشمولية تعني النظرللمنظومة الكهربائية ككل وليس الى منتجات او اجزاءفيها .
عالميا تتوفر عدد كبير من التقنيات من عدد كبير من المجهزين لمختلف المنتجات ويعتمد اختيار التقنية المناسبةعلى قدرة تلك المنتجات لتلبية المتطلبات التشغيلية والصيانة للمنظومة .
فعلى سبيل المثال فان منظومات السيطرة على المحطات الثانويةتشكل قيمة اعلى للمنظومة الكهربائية من مرحلات الحماية المستخدمة في المحطة الثانوية حتى وان كانت متقدمة تقنياً
وهكذا الحال فان انظمة ادارةالمعدات تشكل قيمةاعلى من معدات مراقبةاداءالمحولات رغم الاهمية للاخيرة
تقدم الشركات المختلفة المجهزة خرائط طريق وحتى لو افترضنا حسن النية التامة لدى تلك الشركات فان المحرك الاساس هو الترويج لمنتجاتها والتربح لاستمرار تواجدها في السوق .
لذا فان وضع ستراتيجية شاملة بايادي وطنية لابديل لها لاختيار التقنية المناسبة التي تنسجم مع توفر البنى التحتية والخطط المستقبلية لها.
ان حتمية الاعتماد على شركات مجهزة مختلفة ولتحقيق الاهداف الشمولية للمنظومة الكهربائية لابد من اعتماد انظمة قياسية لضمان نوعية المواد المجهزة وضمان عمل المعدات المجهزة من مختلف المجهزين بين بعضها وتعشيقها بصورة صحيحة في المنظومة.
إن وجود نظرة شمولية معتمدة لتوطين التقنيات التي تنسجم مع طبيعة المجتمع وأعتماد انظمة قياسية يجب ان تستند على سياسات وتشريعات تمهد لتوطين التقنية وضمان تحديث الانظمة القياسية المعتمدة .