قصور على الرمال -محطات الطاقة الشمسية في العراق

قصور على الرمال -محطات الطاقة الشمسية في العراق

محطات الطاقة الشمسية في العراق

قصور على الرمال

المهندس

طارق زياد خليفة

"الكهرباء نظام لايعمل الا داخل نظام"

أرسل أحد الاخوة رابطاً يتحدث عن أعلان شركة توتال انرجي توقيع اتفاقية تتضمن انشاء محطة طاقة شمسية بقدرة اجمالية قدرها ( واحد كيكاواط ، ١٠٠٠ ميكاواط) في العراق كجزء من صفقة مشروع عملاق للنفط والغاز.

ورغم انني كتبت عن الموضوع سابقاً ، الا ان لابد من التحذير مجدداً بضرورة التخطيط الدقيق وأجراء دراسات معمقة لكشف التاثيرات المستقبلية لدمج الطاقات المتجددة في الشبكة الوطنية العراقية.

ودون الخوض في التفاصيل الفنية والنظرية لتأثير دمج مصادر الطاقة المتجددة في المنظومات الكهربائية والإجراءات التي يجب اتخاذها للمحافظة على موثوقية ومرونة عمل المنظومة، حيث جرى تناولها من قبل عدد كبير من الباحثين، يمكن الاستفادة من تجارب الدول الأخرى لتجنب بناء قصوراً على الرمال تستنفذ الموارد ولا تضيف اية قيمة فعلية للمنظومة، القصور المبنية على الرمال سرعان ما تدمرها الريح.

انشأت دولة الامارات العربية ، ضمن خطتها لتحقيق الصفر الكاربوني، محطة نور لتوليد الطاقة الكهربائية من الطاقة الشمسية بسعة ٩٥٠ ميكاواط وهي سعة تقترب من سعة المحطة التي تم الإعلان عنها في العراق.

تم مؤخراً نشر بحث تفصيلي استعرض أداء محطة نور خلال عام من تشغيلها ، وقد لخص التقرير بعض الملاحظات الهامة لاستخدامها في التجربة العراقية.

UAE - Performance Review of the 935 MW PV Solar Power Plant

لعبت التغييرات الجوية دوراً مهماً في استقرارية انتاج محطة نور ، مما اثر على استقرارية المنظومة الكهربائية وادى أحيانا الى وضع تردد المنظومة خارج نطاق التحكم.

لقد خرج البحث ببعض التوصيات المهمة:

-إيجاد طريقة مناسبة لدمج الطاقة المنتجة من قبل محطة نور ذات الطبيعة المتذبذبة.

-التحقق من إن خطوط ومحطات النقل قادرة على الاستجابة والعمل تحت ظروف تذبذب الطاقة المنتجة من محطة نور.

-دراسة تاثير محطة نور على عزم القصور الذاتي الإجمالي للمنظومة.

-ضرورة تهيئة المنظومة للعمل بمرونة كافية (مرونة نظام) من خلال

1. الاستفادة من عزم القصور الذاتي التي توفرها معدات التوليد التقليدية.

2. تعزيز المرونة باستخدام منظومات خزن الطاقة.

3. تعزيز مرونة الشبكة من خلال الربط مع دول الجوار للاستفادة من عزم القصور الذاتي لتلك الشبكات.

4. تعزيز مرونة الشبكة من خلال التحكم بالاحمال للاستجابة لظروف الشبكة.

الخلاصة

ان هنالك تحديات جمة متوقعة لدمج محطات توليد الكهرباء التي تستخدم الطاقة الشمسية والتي تعتمد على العواكس في الشبكة الوطنية العراقية، ولغرض مواجهة هذه التحديات يجب اجراء تغييرات جوهرية على هيكلية المنظومة لضمان مرونتها والمحافظة على قدرتها على تحقيق التوازن بين العرض والطلب في كل الأوقات.

وقبل المباشرة باجراء تغييرات هيكلية ، على وزارة الكهرباء اجراء دراسات واستشارات تفصيلية تشمل على الأقل مايلي:

1. تقييم شامل لتاثير دمج محطات التوليد التي تستخدم الطاقة الشمسية على الامن الطاقي وعلى موثوقية عمل المنظومة.

2. مراجعة تفصيلية للكود العراقي للمحطات الكهروضوئية وإعادة إصداره لأخذ بنظر الاعتبار اخر التطورات العالمية.

3. إجراء دراسة تفصيلية لتحديد الحد الأقصى المسموح به لدمج السعات التوليدية المعتمدة على الطاقة الشمسية.

4. اجراء الدراسات الفنية للمواقع المثلى لمحطات التوليد باستخدام الطاقة الشمسية والتعزيزات المطلوبة للشبكة الوطنية لضمان مرونة المنظومة الكهربائية.

5. تعزيز الشبكة الوطنية بوسائل حديثة للتحكم في التردد وإدارة الجهد وما الى ذلك من مصادر غير تقليدية مثل طاقة الخزن في البطاريات.

6. تهيئة الكوادر العراقية للتعامل مع تقنيات العواكس  التي ستستخدم مع الربط مع العربية السعودية

7. الاخذ بنظر الاعتبار خطط دول الجوار في مجال الطاقات المتجددة واجراء دراسات مشتركة لضمان المرونة عند التعشيق مع تلك الشبكات.